أخر الاخبار

اختتام قمة القاهرة للسلام دون بيان ختامي

انتهت قمة السلام العربية الطارئة في القاهرة وبمشاركة دولية دون صدور قرارات أو بيان ختامي

قمة القاهرة للسلام: مطالبات بـ"وقف فوري" للحرب بين إسرائيل وحماس..

اختتمت قمة القاهرة للسلام، التي عقدت يومي 20 و21 أكتوبر 2023، دون إصدار بيان ختامي مشترك. وجاء هذا القرار نتيجة الخلافات بين المشاركين في القمة، والتي تمثلت في رفض إسرائيل الحضور، ورفض بعض الدول العربية إدانة إسرائيل بشكل واضح.

انطلقت أعمال وفعاليات القمة الطارئة للسلام في قلب العاصمة المصرية  بمشاركة قادة وزعماء عرب ودوليين في اجتماع يهدف إلى دعم القضية الفلسطينية وبحث مستقبل عملية السلام ووقف التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: في مستهل كلمته الافتتاحية إن محاولات تهجير  الفلسطينيين من أرضهم هو القضاء على القضية الفلسطينية برمتها وطمس متعمد للهوية العربية.. أين المساواة بين أرواح البشر بدون تمييز؟.. مصر ترفض التهجير ونزوح الفلسطينيين لسيناء ونطالب من إخواننا في فلسطين الصمود والتمسك بالأرض مهما كانت الظروف والعقبات وتابع: تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وفى كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبدا  مؤكدا على أن مصر دفعت ثمنًا هائلًا من أجل السلام في هذه المنطقة وبقيت شامخة تقودها نحو السلام.

من جهته قال العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين في كلمته: تغضبني وتحزنني أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء.. ومع ذلك كلما تزداد وحشية الأحداث يبدو أن اهتمام العالم يقل شيئا فشيئا ففي أي مكان آخر كان العالم ليدين استهداف البنى التحتية للمدنيين والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء والمياه والكهرباء والاحتياجات الأساسية من العلاج والدواء وبالتأكيد كانت لتتم مساءلة الفاعل فورا.

وقال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن في كلمته: لن نقبل بالتهجير وسنبقى صامدين على أرضنا مهما كانت التحديات مضيفا: الشعب الفلسطيني يعانى ويلات الحصار ونُحذر من محاولات تهجير شعبنا خارج أراضيهم إلى دول أخرى وسنبقى صامدين على أرضنا حتى لو كانت أرواحنا ثمناً لذلك.

وقال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته: إن مظالم الشعب الفلسطيني الأعزل مشروعة وطويلة لا يمكننا ولا يجب أن نتجاهل السياق الأوسع لهذه الأحداث المأساوية: الصراع الطويل الأمد و56 عاما من الاحتلال الإسرائيلي الذى لا نهاية له في الأفق ولكن لا شيء يمكن أن يبرر الهجوم المشين الذى شنته حركة حماس والذى أرهب المدنيين الإسرائيليين ولا يمكن لتلك الهجمات البغيضة أن تبرر أبدا العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.

وقال العاهل البحريني  الملك حمد بن عيسى في كلمته: إن تطورات الأحداث في قطاع غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق والظروف الصعبة القاسية التي يمر بها تؤكد الحاجة الملحة إلى احتواء هذه الأزمة الخطيرة وتأثيراتها الإنسانية وتتطلب جهدا دبلوماسيا متواصلا بين كافة الأطراف الإقليمية والدولية لوقف التصعيد وإنهاء العمليات العسكرية على غزة وتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء من الجانبين من انعكاسات هذه الحرب  والإفراج عن جميع الأسرى والرهائن والمحتجزين وتسهيل وصول المساعدات الطبية والغذاء والماء والوقود والكهرباء إلى قطاع غزة بموجب القانون الدولي الإنساني والكف عن أي ممارسات من شأنها اتساع دائرة العنف بين الطرفين مؤكدين رفضنا القاطع لتهجير شعب غزة الشقيق من أرضه وأرض أجداده.

وقال ولى عهد دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح بدوره في كلمته: نتابع بكل ألم استمرار وتصاعد العمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة ونشهد العقاب الجماعي الذي يتعرضون له بغارات جوية أدت إلى سقوط آلاف الضحايا الأبرياء.. مأساة الفلسطينيين الإنسانية هي نتيجة عدم سعى المجتمع الدولي لإيجاد حل عادل وشامل لهذه القضية والتعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية بمعايير مزدوجة.

وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع في كلمته: يتعرض الشعبُ الفلسطيني إلى عملية إبادة جماعية باستهداف المدنيين في المجمعاتِ السكنية والكنائس والمستشفيات.. مجزرة مستشفى المعمداني أظهرت الوجه الحقيقي البشع للاحتلال الصهيوني ونواياه التي تجاوزت كلَّ الخطوط الحمراء.. ما يحدث جريمةُ حرب مُكتملة الأركان، بدأت بقتل العُزل وفرض حصار خانق على ما تبقى من الأحياءِ منهم.. من الصعب أن نصوّر بالكلمات ما يحدث يومياً من أعمال فظيعة ومذابح، ودفن للأبرياء تحت أنقاضِ منازلِهم على أرض نزوحهم الأوّل أيامَ نكبة عام 1948.

وقال وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان في كلمته: نطالب المجتمع الدولي بالتحرك بشكل جدى واتخاذ موقف حازم ضد إسرائيل وإلزامها باحترام القانون الدولي الإنساني.. نؤكد على تمسك المملكة العربية السعودية ملكا وشعبا وحكومة بالسلام خيارا استراتيجيا عبر الوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية مضيفا بأن بلاده حرصت منذ اندلاع الأزمة عل التشاور والتنسيق مع الأشقاء والشركاء بالمجتمع الدولي ونأمل أن تسهم هذه القمة في تحفيز تحرك حازم للمجتمع الدولي لإيجاد حل ينهى هذه الأزمة بشكل عاجل وسريع.

وكتب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: بتدوينه على صفحته الرسمية بمنصة إكس (تويتر سابقا): شاركت في قمة القاهرة للسلام.. في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية بأكملها وتعمل الإمارات مع أشقائها وأصدقائها على الوقف الفوري لإطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين وضمان ممرات إنسانية آمنة لدعم قطاع غزة وتفادى توسع الصراع ما يهدد الاستقرار والأمن الإقليميين وإيجاد أفق للسلام الشامل.

وتعليقا على ما جاء بالقمة العربية الطارئة للسلام قال نائب وزير الخارجية السابق والأمين العام للمجلس المصري للشؤون الخارجية السفير على الحفني إن القمة تعد أهم الاجتماعات الدولية في الوقت الحالي إذ يشارك فيها عدد كبير من الزعماء والرؤساء والمسؤولين وتهدف لإيجاد حل سلمى للأوضاع في دولة فلسطين ووقف الاقتتال بين الطرفين المتنازعين الفلسطيني والإسرائيلي ومنع امتداد نطاق المواجهة العسكرية إلى مناطق أخرى في هذا الإقليم والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني الأعزل الذى يواجه عقوبات جماعية نتيجة تحركات الفصائل الفلسطينية وتتمثل هذه العقوبات في منع المياه والغذاء والعديد من الاحتياجات الأساسية لأكثر من 2 مليون مواطن يعيشون داخل قطاع غزة.

وأضاف  أن مصر تحاول من خلال شبكة اتصالات واسعة مع كافة الأطراف للدفع في اتجاه وقف العمليات العسكرية وإتاحة ممرات آمنة للمدنيين وتوصيل كافة الاحتياجات الأساسية للمحرومين في قطاع غزة الذى يعيش أهلها في معاناة شديدة مما يتطلب استدامة خط المساعدات لأهالي القطاع عبر معبر رفح خاصة في ظل وجود حالات حرجة تتطلب نقلها للمستشفيات على الجانب المصري في محافظة شمال سيناء لإسعاف الحالات الطبية الحرجة هذا وقد أعلن عن غلق سريع للمعبر من الجانب الإسرائيلي بعد نجاح عبور ما يقرب من 20 شاحنة وسيارات نقل كبيرة قادمة من مصر لمساعدة الأشقاء العرب في قطاع غزة .

وقال وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري النائب البرلماني أيمن محسب إن قمة القاهرة للسلام بحثت 3 ملفات رئيسية وهى: أولًا وقف إطلاق النار في فلسطين بشكل عاجل وفوري وثانيًا فتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية لأهالي غزة وثالثًا الرفض القاطع لتهجير أو نزوح الفلسطينيين من أرضهم بالقوة جراء إرهابهم المستمر والمتواصل بالآلة العسكرية الإسرائيلية المتوحشة مشيرًا لأهمية عقد القمة باعتبارها بارقة الأمل الوحيدة في ظل الصمت الدولي الرهيب تجاه هذه الأحداث المؤلمة. 

وعلى الرغم من عدم صدور بيان ختامي، إلا أن القمة شهدت توافقًا بين المشاركين على عدد من النقاط، منها:

    • الدعوة إلى وقف فوري للحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
    • التأكيد على ضرورة احترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
    • التأكيد على أهمية حماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات.

    وكانت قمة القاهرة للسلام قد دعت إليها مصر، بهدف إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي دخل عامه السابع. وشارك في القمة 15 دولة عربية وإسلامية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

    وكانت القمة قد شهدت حضورًا محدودًا من الدول العربية، حيث شاركت منها 10 دول فقط، هي: مصر، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، قطر، الكويت، البحرين، الأردن، السودان، المغرب، ولبنان.

    ورفضت إسرائيل حضور القمة، ووصفتها بأنها "غير مجدية". كما رفضت بعض الدول العربية إدانة إسرائيل بشكل واضح، مما أدى إلى عدم صدور بيان ختامي مشترك.

    وتأتي قمة القاهرة للسلام بعد أيام من فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة. ويُنظر إلى القمة على أنها محاولة عربية وإسلامية لممارسة الضغط على المجتمع الدولي من أجل إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

    النتائج المترتبة على عدم صدور بيان ختامي:

    • يعد عدم صدور بيان ختامي مشترك عن قمة القاهرة للسلام بمثابة إخفاق في تحقيق أهداف القمة، والتي كانت تتمثل في إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

    • ويُنظر إلى عدم صدور البيان الختامي على أنه دليل على استمرار الخلافات بين الأطراف العربية وإسرائيل، مما يصعب عملية تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

     وأهمية انعقاد القمة العربية للسلام تكمن في تشكيل موقف موحد للعرب والغرب للضغط على إسرائيل للوقف الفوري للاعتداءات على المدنيين لافتًا إلى أبرز آليات الضغط العربي وهى وقف إجراءات التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل المحتلة للأرض العربية هذا وقد أعلن انتهاء أعمال وفعاليات القمة العربية الطارئة للسلام دون صدور قرارات أو بيانات أو توصيات تذكر والملفت للنظر ما شاهدناه جميعاً من خروج مفاجئ وغير مبرر لأمير دولة قطر وبالسؤال عن سبب ذلك أفاد مصدر مسؤول ضمن الوفد القطري بأن سمو الأمير قد طلب الكلمة في بداية أعمال وفعاليات القمة العربية للسلام ولكن قوبل طلبه بالرفض لوجود بروتوكول منظم لسير العمل داخل الجلسة الافتتاحية للقمة.

     وأيضا ظهور فريد للرئيس السوري بشار الأسد في قاعة القمة العربية للسلام بالقاهرة وكل الآمال تنعقد على ما ستحققه هذه القمة في صد العدوان الغاشم على قطاع غزة وإجبار الكيان الإسرائيلي المحتل للأرض العربية على الوقف العاجل والفوري لإطلاق النار وحتى تخرج فلسطين من تحت الحصار الذى فرضته عليها الآلة العسكرية المتوحشة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

    ويُنظر إلى قمة القاهرة للسلام على أنها محاولة عربية وإسلامية لممارسة الضغط على المجتمع الدولي من أجل إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ومع ذلك، فإن عدم صدور البيان الختامي يُضعف من تأثير هذه القمة، ويجعلها أقل فاعلية في تحقيق أهدافها.




    تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -